صناديق الاستثمار هي مؤسسات مالية تحصل على الأموال من عدد كبير من المستثمرين، عن طريق بيع حصص من الأسهم لهم، حيث في أحيان كثيرة يكون من الصعب تحديد الأسهم المناسبة لمحفظتك الاستثمارية. إضافة إلى أن تجميع رأس المال الأساسي اللازم لشراء عدة أسهم مختلفة قد يستغرق وقتا طويلا.
وأحد البدائل الجذابة التي تغنيك عن ذلك هو الاستثمار في الصناديق الاستثمارية. إذن كيف يمكنني الاشتراك فيها؟ وكيف يمكنني بيع وشراء الوحدات الاستثمارية والتخارج من هذه الصناديق متى شئت؟؟
ماهي صناديق الاستثمار في البنوك؟
صناديق الاستثمار في البنوك عبارة عن محفظة لرأس المال تقسم إلى وحدات، وهذه الأخيرة يمكن أن تكون عبارة عن أسهم سندات دين أو نقد.... إلخ. يتم إدارتها من طرف متخصصين مقابل نسب ربحية، ويمكن الاستفادة من هذه الصناديق ببيعها بعد أن يزداد ثمنها أو من خلال توزيع الربحية، الذي يوزع غالبا كل عام على المستثمرين في هذه المحافظ.
توفر صناديق الاستثمار في البنوك لعملائها وتتضمن لهم العديد من الخيارات المختلفة، وفقا لأهداف الاستثمار والمخاطر التي يريد المستثمرون تحملها. كما يتم تقديم صناديق الاستثمار بتكاليف أقل ومتاحة للمستثمرين بجميع مستويات الدخل والثروة، مما يجعلها خيارا شائعا للأفراد الذين يرغبون في الاستثمار في الأسواق المالية بشكل أكثر تنوعا ومرونة.
أنواع صناديق الاستثمار
يمكن أن نصنفها لنوعين
أولا- حسب نوعية نهايتها
الصناديق ذات النهاية المفتوحة: تتميز بمرنتها، من حيث رأس المال المستثمر يزيد فقط أو ينخفض. ويمكن للمستثمر أن يستعيد قيمة استثماره فيها متى أراد، وهذا النوع هو الأكثر شيوعا في الأسواق المالية.
الصناديق ذات النهاية المغلقة: فتتسم بثبات رأس المال المستثمر، فعدد وحداتها ثابت لا يتغير وطريقة التخارج من الصندوق، لا تكون عن طريق استرداد الوحدات بل عن طريق بيع الوحدات لمستثمر آخر أو بانتهاء مدة الصندوق.
ثانيا- حسب أهدافها
صناديق سوق النقد: هي صناديق تستثمر في سوق النقد وتتسم بسيولتها العالية وقصر آجالها الاستثمارية، وانخفاض درجة المخاطر ويترتب على ذلك انخفاض عوائدها نسبيا.
صناديق أدوات الدين ذات الدخل الثابت: هي صناديق تستثمر في أدوات الدين مثل الصكوك والسندات وغيرها... التي تصدرها الشركات والجهات الحكومية، وتتأثر أسعار أدوات الدين من صكوك وسندات بعوامل خطر متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر: معدل الفائدة وتصنيف السند....
صناديق الأسهم: هي صناديق تستثمر بصفة أساسية في أسهم الشركات، سواء أكانت محلية أم دولية أم إقليمية.
صناديق الدخل: تسعى إلى الحصول على دخل عن طريق الاستثمار بصورة أساسية في أسهم الشركات التي لها سجل متميز من عائدات التوزيع.
صناديق القطاعات: تستثمر في أسهم قطاع معين، كالتعدين أو الزراعة أو البتروكيماويات أو العقار أو غيرها من الصناعات المحددة.
الفرق بين التملك المباشر للأسهم والمساهمة في صناديق الاستثمار
إذا كنت حديث العهد بالاستثمار فسيكون من المناسب لك أكثر، شراء أسهم في صناديق الاستثمار لأن دراستها أسهل من شراء أسهم الشركات التي تعتمد عملية تحليلها على معلومات كثيرة، علاوة على أن هدفها واضح مما يتيح لك اختيار الصناديق التي تتفق مع استراتيجيتك الاستثمارية.
عوائد صناديق الاستثمار
يرتبط عائد الصندوق إلى طبيعة الأدوات المالية المكونة للمحفظة، بالإضافة إلى ارتباطه بطريقة تدبيره من قبل المهنيين وعوائد مجموع الأدوات المالية المكونة للمحفظة. وتشمل على سبيل المثال توزيع الأرباح ومكاسب أو خسائر الرأسمال بالنسبة لفئة "الأسهم"، والقسيمات بالنسبة لفئة "سندات القرض" والفوائد بالنسبة لمنتجات السوق النقدي.... إلخ
هل الاستثمار في صناديق الاستثمار مربح
الإجابة على هذا السؤال ترتبط بعدة عوامل بما في ذلك نوع الصندوق وأدائه التاريخي، وكذلك الظروف الاقتصادية الحالية والتوقعات المستقبلية. لكن على الرغم من ذلك فإنها مربحة بلا شك. وإن لم تكن كذلك لأفلست منذ زمن ولم يعد لها وجود، ولتوقف الناس عن الاستثمار فيها.
صحيح أنه قد يتخللها القليل من المخاطرة لكنها أقل مخاطرة من الأدوات المالية الأخرى، وإذا ما أحسن المستثمر الشراء والاختيار، وفقا للمعايير التي ذكرناها في هذا المقال فإنه بلا شك سوف يحقق عوائد محترمة على المدى الطويل.
فوائد صناديق الاستثمار
تتيح وتتمتع بالكثير من الفوائد أبرزها
التنوع: تجمع صناديق الاستثمار الكثير من الأدوات المالية، من سندات وأسهم وسلع وعقارات.... مما يضمن تنوع المحفظة الاستثمارية ويساهم في تقليل المخاطر وتوزيعها.
الاستثمار الاحترافي: يتم إدارة هذه الصناديق من طرف إدارة متخصصة في إدارة المخاطر واختيار الأصول، مما يسمح للمستثمرين الاستفادة من خبرتهم دون الحاجة إلى المشاركة الفعلية والمعرفة بتقلبات السوق.
الوصول إلى الأسواق الصعبة: حيث يمكنها الوصول إلى أسواق يتعذر على المستثمرون الفرادى الوصول إليها، خصوصا أولئك الذين لا يمتلكون رأسمال ضخم. فمن خلال شراءك لأدوات مالية تخص مجال العقار. فأنت تصبح مالك لجزء من ذلك العقار، في حين إذا توجهت في أرض الواقع لشراء لك العقار فلن تستطيع وحدك فعل ذلك، لأنه حتما سيكون شرائه يتطلب مبلغا كبيرا لا تملكه.
السيولة: يمكن للمستثمرين شراء وبيع أسهم صناديق الاستثمار بسهولة في السوق، وهذا يجعلها أسهل في نظر المستثمرين وأكثر سيولة في الوصول إلى الأصول.
العوائد: توفر أيضا هذه الصناديق عوائد جيدة إذا ما أحسن اختيارها، وهذا بالطبع يعتمد على مجموعة من العوامل التي سنتفيض في شرحها في هذه المقالة.
عيوب ومزايا صناديق الاستثمار
أولا: مزايا صناديق الاستثمار
- التقييم المستمر حيث تقوم هيئات صناديق الاستثمار تقييم أصولها وفقا لقيمتها السوقية.
- إطار تشريعي وتنظيمي صارم لا مجال فيه للنصب والاحتيال.
- خيارات واسعة حيث يوجد حاليا أكثر من 500 صندوق استثماري بجميع فئاته.
- في المتناول حيث يتم تسويق الحصص أو الأسهم، بشكل عام من خلال شبكة توزيع واسعة وبسعر قد يكون في المتناول.
ثانيا: عيوب صناديق الاستثمار
- الرسوم مثل رسوم الإدارة والاشتراك والفائدة والبيع والشراء، وهذا يعني أن المستثمرون قدي يضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة على المدى الطويل.
- العائد المتوسط قد يكون أقل بكثير من عوائد الاستثمار المباشر في الأصول نفسها، لأن المتخصصين المسؤولين بإدارتها بطريقة تهدف إلى تحقيق الاستقرار والحفاظ على رأس المال.
- عدم السيطرة الكاملة حيث أن القرارات الاستثمارية بشأن المحفظة، لا يمكن للمستثمر التدخل فيها بشكل مباشر.
- عدم التنبؤ بالأداء لأنه يتأثر بعوامل متغيرة مثل الظروف الاقتصادية والسياسية والتغيرات في أسعار الأصول.
كيف تختار بين صناديق الاستثمار
لاختيار الصندوق الاستثماري المناسب يجب على المستثمر:
- مراجعة أتعاب الصندوق وسعر الوحدة الاستثمارية.
- مراجعة حجم مرونة الصندوق وإمكانية تسييل الاستثمار أو الخروج من الصندوق.
- قراءة نشرة الصندوق.
- قياس أداء الصندوق وعوائده ويقاس ذلك باستخدام المقارنة بين سعر الوحدة للصندوق في بداية ونهاية الاستثمار.
- مراجعة نسبة المخاطرة وتاريخ الصندوق.
- معرفة مدراء الصندوق وتاريخ أداء صناديقهم.
نشرة إصدار صندوق الاستثمار
لدراسة أي صندوق استثماري يمكنك الاطلاع على نشرة إصداره التي تعتبر وثيقة رسمية تتضمن معلومات محددة عن الصندوق، ويجب أن تتضمن النشرة ما يلي:
- معلومات عن الأداء السابق للصندوق.
- مقارنة أدائه بمؤشر القياس.
- هدف الصندوق وأسلوبه المتبع في الاستثمار.
- رسوم الصندوق ونسبة المصاريف.
- تعريف بمدير الصندوق.
- قائمة بالمساهمات الأساسية للصندوق.
- الحد الأدنى للمبلغ المطلوب استثماره.
أسعار صناديق الاستثمار
تختلف أسعارها باختلاف نوعها ونوع الأصول التي تستثمر فيها، وعموما فإن سعر الصندوق يتم حسابه بالنسبة لقيمة صافي الأصول التي يحتويها الصندوق.
يختلف الحد الأدنى للاشتراك في الدول العربية ويعتمد بشكل كبير على عدة عوامل مثل نوع الصندوق والبلد وحجم الاستثمار. لكن على العموم متوسط الاشتراك يبدأ من 50 دولار وفي بعض البلدان يمكن أن يبدأ الحد الأدنى من 20 دولار أمريكيا أو ما يعادلها.
ومثلا في الولايات المتحدة الأمريكية فإن الحد الأدنى للاستثمار في هذه الصناديق، يتراوح بين 500 دولار إلى 300 دولار، ولكن هناك صناديق يتطلب الاشتراك فيها ألاف الدولارات. لتأكد من الأسعار المحددة في بلدك يجب عليك مراجعة جداول الرسوم والأحكام والشروط المتعلقة بكل صندوق قبل الاشتراك فيه.
كيفية الاستثمار في صناديق الاستثمار
- البحث عن شركات الاستثمار أو الأبناك أو البورصة التي تعتبر وكيلا تستثمر من خلاله في هذه الصناديق، يمكنك البحث عنها عن طريق شبكة الأنترنيت وتصفح الصناديق المتوفرة.
- تقييم الصناديق المختلفة بناء على أدائها السابق ورسومها والمخاطر المرتبطة بها.
- فتح حساب استثماري في بنكك الخاص أو في شرمة استثمار تدير ذلك الصندوق.
- تحويل الأموال من حسابك العادي إلى حسابك الاستثماري لتشترك في الصندوق.
- تتبع أداء الصندوق بانتظام لمعرفة هل يتناسب هذا الصندوق مع أهدافك الاستثمارية أم لا.
صناديق المؤشرات المتداولة العالمية ETF
تعريفها:
هي صناديق تجمع بين مرونة الصناديق المفتوحة من حيث الرأسمال والسيولة العالية، التي تتسم بها الصناديق ذات النهاية المغلقة، أي أنها تقدم أدوات مالية بشكل أكثر مرونة وبتكلفة منخفضة نسبيا.
مزايا صناديق الاستثمار المؤشرات المتداولة العالمية ETF:
الشفافية:
ويتمثل ذلك في سهولة التعرف على استثمارات هذه الصناديق من حيث المحتوى ونسب الاستثمارات، تمتاز أيضا هذه الصناديق بالتقييم المستمر من مدير الصندوق خلال فترات التداول لقيمة الوحدة، إضافة إلى تقييم نهاية اليوم أو ما يعرف بقيمة الأصول NAV.
المرونة:
تتميز وحدات الصناديق المتداولة العالمية بسهولة التعامل معها، إذ يستطيع المستثمر شراء الوحدات أو بيعها مباشرة عن طريق السوق وبشكل فوري، وعلاوة على ذلك لا يوجد حد أدنى للاشتراك في صناديق المؤشرات المتداولة.
الفرق بين صناديق الاستثمار وصناديق المؤشرات
هما نوعان من الصناديق المشتركة، ولكنهما يختلفان في طريقة عملهما وأهدافهما الاستثمارية وهذه أغلب الفروق:
- تحكم في تشكيل المحفظة الاستثمارية: في صناديق الاستثمار يقوم مدير الصندوق بتحديد الأصول التي يجب اقتناؤها، وتوزيع الأدوات المالية بما يتناسب مع أهداف الصندوق واستراتيجيته. أما بالنسبة لصناديق المؤشرات S&P500 يحاول فيها الصندوق تقليد مؤشر محدد.
- العوائد المتوقعة: يتم تحديد عوائد صناديق الاستثمار بناء على اداء المحفظة وقدرة مدير الصندوق على تحقيق الأرباح، أما بالنسبة لصناديق المؤشرات يتم تحديد عوائد الصندوق بناء على أداء المؤشر الذي يحاول تقليده.
- المخاطر: تختلف المخاطر في صناديق الاستثمار من صندوق لآخر، وتعتمد على الأصول التي يملكها الصندوق والاستراتيجية التي يتبعها مدير الصندوق أيضا، أما بالنسبة لصناديق المؤشرات تعد مخاطرها أقل، نظرا لأن الصندوق يحاول تقليد أداء المؤشر المحدد.
أفضل صندوق استثماري
لا يوجد صندوق استثماري واحد يمكن اعتباره الأفضل للجميع، حيث يعتمد الأمر على أهداف الاستثمار الخاصة بك، ومدى رغبتك في المخاطرة وفترة الاستثمار وغيرها... ومع ذلك يمكن تحديد الصناديق الاستثمارية الأكثر شيوعا والأفضل أداء في الفئات الاستثمارية المختلفة.
يعتبر صندوق SDR S&P 500 ETF وصندوق Vanguard 500 Index Fund على سبيل المثال من أفضل الصناديق الاستثمارية في فئة الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية. بينما يعتبر صندوق Vanguard Total Bond Market ETF وصندوق iShares Core US Aggregate Bond ETF من أفضل الصناديق الاستثمارية في فئة السندات.
وخلاصة لما سبق تعتبر صناديق الاستثمار واجهة براقة للمستثمرين، خاصة المبتدئين منهم وأولئك الذين ليس لهم دراية بأحوال السوق، فهي تعتبر بديلا للاستثمار المباشر في الأسهم لذا يمكننا القول أخيرا أن هذه الصناديق لم تنشأ من أجل المضاربة وإنما من أجل الاستثمار لذا يجب أن تكون لك أهداف استثمارية طويلة الأمد لتحصل على العوائد المنتظرة.
المصادر
دليل المستثمرين الشباب من هيئة السوق المالية السعودية.
صناديق الاستثمار من هيئة السوق المالية السعودية.
دليل المستثمر من الهيئة المغربية لسوق الرساميل.
تعليقات
إرسال تعليق